:

واشنطن – يواجه طيارو شركة أليجيانت إير حالة من عدم اليقين الوظيفي والقانوني بعد منع اتحاد الطيارين للشركة من تأمين الإقامة الدائمة لعشرات الطيارين الأجانب من تشيلي وأستراليا وسنغافورة. يأتي هذا الإجراء في ظل خلاف حول الأجور وظروف العمل، مما يعقد جهود الشركة للتغلب على النقص المستمر في أعداد طياريها.

ويرجع رفض الاتحاد إلى قناعته بأن أجور الطيارين في أليجيانت منخفضة مقارنة بمعايير الصناعة، حيث تبدأ الرواتب عند حوالي 50 ألف دولار سنوياً، وهو ما يمثل نصف ما يحصل عليه الطيارون في شركات الطيران الإقليمية الأخرى. هذا الرفض يعرقل مساعي الشركة لتقديم طلبات الحصول على البطاقات الخضراء للطيارين الأجانب، ويضع مستقبل هؤلاء الموظفين على المحك.

خلاف حول أجور الطيارين والإقامة الدائمة

يؤكد اتحاد طياري أليجيانت أن الشركة لم تثبت الحاجة الفعلية إلى توظيف طيارين أجانب بشكل دائم، خاصة مع تزايد فرص العمل المتاحة للطيارين في الولايات المتحدة. ويرى الاتحاد أن الحل يكمن في تحسين أجور وظروف عمل الطيارين الحاليين، مما سيقلل من معدل دوران الموظفين ويجذب المزيد من الكفاءات الأمريكية.

وفي المقابل، تدافع أليجيانت عن سياساتها، مشيرةً إلى أنها واجهت تحديات كبيرة في التوظيف بعد الجائحة، مثلها في ذلك مثل العديد من شركات الطيران الأمريكية الأخرى. وقالت الشركة إنها لجأت إلى برامج تأشيرات العمل للطيارين كإجراء مؤقت لتلبية الطلب المتزايد على السفر وضمان استمرار عملياتها.

تأثير الخلاف على الطيارين الأجانب

يبلغ عدد الطيارين الأجانب العاملين لدى أليجيانت حاليًا 62 طيارًا من الدول المذكورة، وهو ما يمثل حوالي 4% من إجمالي قوة الطيارين البالغة 1345 طيارًا. وقد أثر قرار الاتحاد بشكل مباشر على هؤلاء الطيارين، حيث يواجهون الآن تأخيرًا محتملاً في معالجة طلبات الإقامة الدائمة الخاصة بهم.

أفادت الشركة بأنها تلقت تعليمات بعدم تقديم طلبات الإقامة الدائمة، وأن بعض الطيارين الأجانب قد تلقوا توجيهات بعدم مغادرة البلاد. وتأتي هذه التوجيهات في إطار سياسات مشددة تجاه العمال الأجانب.

أسباب ارتفاع معدل استقالة الطيارين

يرتبط الخلاف الحالي بارتفاع معدل استقالة الطيارين في أليجيانت، والذي يعزى إلى عدة عوامل. بالإضافة إلى انخفاض الأجور، يشكو الطيارون من جداول العمل غير المنتظمة وعقود العمل القديمة التي يمكن أن تمتد لعشر سنوات.

وذكر أحد الطيارين السابقين لأليجيانت، رافضاً الكشف عن هويته، أن الضباط المساعدين في الشركة يكسبون في سنواتهم الأولى رواتبًا أقل من تلك التي يحصل عليها مضيفو الطيران في شركات الطيران الكبرى الأخرى. هذا التفاوت في الأجور يخلق شعوراً بالإحباط والظلم لدى الطيارين.

الشركة بدورها، أعربت عن طموحاتها في توسيع نطاق عملياتها وإضافة وجهات جديدة، إلا أن نقص الموظفين المؤهلين يظل عائقاً أمام تحقيق هذه الأهداف. وسيؤثر الوضع الحالي على قدرة الشركة على تلبية الطلب المتزايد على السفر.

مستقبل التوظيف في أليجيانت إير

يؤكد ممثلو أليجيانت أن توظيف الطيارين من خلال برامج التأشيرات يعتبر مكملاً لاستراتيجية التوظيف العامة للشركة، وليس بديلاً عن توظيف المواطنين الأمريكيين. ومع ذلك، فإن عدم قدرة الشركة على تأمين الإقامة الدائمة للطيارين الأجانب الحاليين قد يدفعها إلى إعادة النظر في استراتيجياتها التوظيفية.

من غير الواضح حتى الآن كيف ستتعامل أليجيانت مع هذا الموقف، وما إذا كانت ستسعى إلى التفاوض مع الاتحاد للتوصل إلى حل. من المرجح أن يتم الاحتكام إلى وزارة العمل الأمريكية للفصل في هذا النزاع.

من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التشاور والمناقشات بين الشركة والاتحاد، مع ترقب رد فعل وزارة العمل. وسيكون من المهم مراقبة تطورات هذا الخلاف، حيث قد يكون له تداعيات على قطاع الطيران بأكمله، خاصة فيما يتعلق بتوظيف الطيارين الأجانب.

شاركها.