أعلنت شركة **ميتا**، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، عن خطط لزيادة الاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتحديداً في تطوير نماذج لغوية كبيرة (LLMs) ومراكز البيانات المتخصصة. يأتي هذا الإعلان في سياق المنافسة المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي بين شركات التكنولوجيا الكبرى، ورغبة ميتا في الحفاظ على ريادتها في هذا المجال الحيوي. وقد بدأت الشركة بالفعل في تنفيذ هذه الخطط في مراكز البيانات الخاصة بها حول العالم، بما في ذلك تلك الموجودة في الولايات المتحدة وأوروبا.

تستهدف هذه الاستثمارات تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في منتجات ميتا الحالية والمستقبلية، مثل تحسين توصيات المحتوى، وتطوير أدوات جديدة للمبدعين والمعلنين، وتقديم تجارب أكثر تخصيصاً للمستخدمين. وتشمل هذه الخطط أيضاً بناء شراكات استراتيجية مع شركات أخرى متخصصة في الذكاء الاصطناعي، بهدف تسريع وتيرة الابتكار وتبادل الخبرات. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من تحول أوسع لشركة ميتا نحو التركيز على تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي.

استثمارات ميتا في الذكاء الاصطناعي: نظرة متعمقة

تعتبر استثمارات ميتا في الذكاء الاصطناعي استجابة مباشرة للتطورات السريعة في هذا المجال، وخاصةً مع ظهور نماذج لغوية قوية مثل ChatGPT و Gemini. تسعى ميتا إلى تطوير نماذج مماثلة، ولكن مع التركيز على دمجها بشكل سلس في منصاتها الاجتماعية المختلفة. وتشير التقارير إلى أن الشركة تركز بشكل خاص على تطوير نماذج مفتوحة المصدر، مما يسمح للمطورين الآخرين بالبناء عليها واستخدامها.

البنية التحتية ومراكز البيانات

يتطلب تطوير وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة بنية تحتية حاسوبية ضخمة. تعمل ميتا على بناء مراكز بيانات جديدة ومخصصة لمهام الذكاء الاصطناعي، وتجهيزها بأحدث أنواع الرقائق والمعالجات. وتعتمد الشركة على مزيج من التصميم الداخلي والشراكات مع شركات تصنيع الرقائق لتلبية احتياجاتها المتزايدة.

بالإضافة إلى ذلك، تستثمر ميتا في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في مراكز البيانات الخاصة بها، وذلك بهدف تقليل التكاليف والأثر البيئي. وتستخدم الشركة تقنيات متقدمة مثل التبريد السائل وأنظمة إدارة الطاقة الذكية لتحقيق هذا الهدف.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في منتجات ميتا

تتوقع ميتا أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على جميع جوانب أعمالها. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الإعلانات وزيادة فعاليتها، مما يعود بالنفع على المعلنين وعلى إيرادات الشركة. كما يمكن استخدامه للكشف عن المحتوى الضار والمضلل، وحماية المستخدمين من التهديدات المختلفة.

وتدرس ميتا أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير أدوات جديدة للمبدعين، مثل أدوات إنشاء الصور والفيديو تلقائياً، وأدوات تحسين جودة المحتوى. تهدف هذه الأدوات إلى تمكين المبدعين من إنتاج محتوى أكثر جاذبية وإبداعاً. هذا بالإضافة إلى تطوير مساعدين افتراضيين شخصيين داخل منصات الشركة.

ميتا ليست وحدها في هذا السباق; شركات مثل جوجل وأمازون ومايكروسوفت تستثمر أيضاً بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي. وتشهد المنافسة في هذا المجال تصاعداً، مع إطلاق منتجات وخدمات جديدة بشكل مستمر. يُذكر أن تطور الذكاء الاصطناعي يلقي بظلاله على قطاع تسويق العلاقات وتغيير أساليبه.

ومع ذلك، فإن ميتا تتمتع بميزة تنافسية قوية، وهي قاعدة المستخدمين الضخمة لديها والبيانات الهائلة التي تجمعها من خلال منصاتها. يمكن استخدام هذه البيانات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين دقتها وفعاليتها.

بالنظر إلى الجوانب التنظيمية، يزداد التدقيق العالمي حول ممارسات الذكاء الاصطناعي. تتعاون ميتا مع الجهات التنظيمية لتطوير إطار عمل مسؤول لتطوير ونشر الذكاء الاصطناعي. السعودية أطلقت أيضاً استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي في المنطقة.

تسعى ميتا أيضًا إلى فهم تأثير الذكاء الاصطناعي على التوظيف ومهارات العمل. وقد أعلنت الشركة عن برامج تدريبية لمساعدة الموظفين على اكتساب المهارات اللازمة للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي. في المقابل، يرى بعض المحللين أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف، بينما يخلق فرصاً جديدة في مجالات أخرى.

تعتبر مسألة الخصوصية وحماية البيانات من القضايا الرئيسية المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي. تلتزم ميتا بتطبيق أفضل الممارسات في مجال الخصوصية وحماية البيانات، وضمان أن يتم استخدام بيانات المستخدمين بشكل مسؤول وشفاف.

في سياق متصل، تواصل ميتا جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، حيث تهدف إلى جعل تقنيات الذكاء الاصطناعي متاحة للجميع، وتسريع وتيرة الابتكار في هذا المجال.

من المتوقع أن تعلن ميتا عن المزيد من التفاصيل حول خططها للاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الأشهر القادمة. وتشير التوقعات إلى أن الشركة قد تستثمر عشرات المليارات من الدولارات في هذا المجال على مدى السنوات القليلة المقبلة.

يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الاستثمارات على مستقبل ميتا وعلى المشهد العام للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فمن الواضح أن ميتا تعتبر الذكاء الاصطناعي محركاً رئيسياً للنمو والابتكار في المستقبل. الخطوة التالية المتوقعة هي إطلاق نماذج لغوية كبيرة جديدة في الربع الثالث من عام 2024، مع التركيز على التكامل مع تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي. يجب مراقبة التطورات التنظيمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى استجابة المستخدمين للميزات الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

شاركها.