ما هي الآثار الاقتصادية والاستثمارية المترتبة على ارتفاع الرسوم الجمركية؟
Investing.com – إن إعادة فرض الرسوم الجمركية وزيادتها في الولايات المتحدة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024، قد يكون له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد والاستثمارات.
كانت التعريفات الجمركية، وهي ضرائب على السلع المستوردة، جزءًا أساسيًا من السياسة التجارية خلال إدارة ترامب.
مع تفكير الولايات المتحدة في العودة إلى فرض تعريفات جمركية أعلى، يلقي المحللون في بنك يو بي إس نظرة على التأثيرات الاقتصادية والاستثمارية المحتملة لمثل هذه الإجراءات.
تعتبر الرسوم الجمركية بمثابة ضريبة على السلع المستوردة، مما يؤدي بشكل مباشر إلى رفع أسعار هذه السلع داخل السوق المحلية.
وبحسب بنك يو بي إس، فإن التأثير التضخمي للرسوم الجمركية واضح ولكنه مهم. وقال المحللون: “وبالتالي فإن فرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 10% على الواردات إلى الولايات المتحدة من شأنه أن يرفع مستويات الأسعار الإجمالية في الاقتصاد الأميركي بنسبة 1.3%”.
إن هذه الزيادة ليست مجرد حدث لمرة واحدة؛ بل هناك خطر حدوث “تضخم مدفوع بالربح” حيث قد ترفع الشركات الأسعار بما يتجاوز التأثير المباشر للتعريفة الجمركية، مستغلة توقعات المستهلكين بأن الأسعار يجب أن ترتفع بنسبة النسبة المئوية الكاملة للتعريفة الجمركية.
ومن المتوقع عموماً أن تؤدي التعريفات الجمركية المرتفعة إلى إبطاء النمو الاقتصادي. ويشير محللو يو بي إس إلى أن التعريفات الجمركية قد تؤدي إلى تقليص الاستهلاك المحلي من خلال زيادة تكلفة السلع، وخاصة تلك التي تعتمد عليها الأسر ذات الدخل المنخفض.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل التعريفات الجمركية على زيادة تكاليف الإنتاج للشركات المحلية التي تستخدم مكونات مستوردة، مما يقلل من قدرتها التنافسية مقارنة بالمنتجين الأجانب. وقد يؤدي هذا إلى انخفاض النشاط الاقتصادي وانخفاض فرص العمل.
وفي ظل السيناريوهات التي تفرض فيها تعريفات جمركية انتقائية أو شاملة، يتوقع بنك يو بي إس تأثيراً تراكمياً سلبياً على الناتج المحلي الإجمالي على مدى ثلاث سنوات. على سبيل المثال، قد ينخفض الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 1.0% إلى 1.5% في ظل سيناريو التعريفات الجمركية الشاملة.
كلما اتسع نطاق تطبيق التعريفات الجمركية، كلما كان التأثير الاقتصادي أكثر شدة، حيث أصبح إعادة توجيه سلاسل التوريد أقل جدوى وأصبحت التكاليف محسوسة على نطاق أوسع في جميع أنحاء الاقتصاد.
ومن بين العواقب الاقتصادية الأخرى المترتبة على زيادة الرسوم الجمركية احتمال اتخاذ تدابير انتقامية من جانب الشركاء التجاريين. ومن الممكن أن يؤدي هذا التصعيد المتبادل إلى مزيد من كساد التجارة العالمية، وإبطاء النمو الاقتصادي، وارتفاع التكاليف على كل من المستهلكين والشركات.
إن الرسوم الجمركية الانتقامية التي تفرضها دول أخرى قد تستهدف بشكل خاص الصناعات التي لها حساسية سياسية، مما يؤدي إلى تضخيم التأثير السلبي على الاقتصاد الأمريكي.
ويتوقع محللو يو بي إس أن تفرض التعريفات الجمركية الأعلى، وخاصة إذا تم تطبيقها عالميا، ضغوطا هبوطية على الأسهم الأميركية. وقد يؤدي فرض تعريفة جمركية عالمية بنسبة 10%، إلى جانب التدابير الانتقامية المقابلة، إلى انخفاض أسواق الأسهم الأميركية بنحو 10%.
وقال المحللون إن “ارتفاع تكلفة الواردات من المرجح أن يؤثر على تجار التجزئة، ومصنعي السيارات، والأجهزة التقنية، وأشباه الموصلات، وأجزاء الصناعات”.
وعلى العكس من ذلك، فإن القطاعات الأكثر تركيزا على السوق المحلية والأقل تعرضا للواردات، مثل منتجي الصلب في الولايات المتحدة، قد تستفيد من انخفاض المنافسة الأجنبية.
ومع ذلك، من المرجح أن تكون معنويات السوق بشكل عام سلبية، خاصة إذا أدت التعريفات الجمركية إلى تباطؤ اقتصادي أوسع نطاقا وزيادة عدم اليقين السياسي.
وفي رد على التحديات الاقتصادية التي تفرضها التعريفات الجمركية المرتفعة، يتوقع بنك يو بي إس أن يتخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي نهجا أكثر حذرا، ومن المرجح أن يخفض أسعار الفائدة لمنع الركود.
ورغم أن التعريفات الجمركية قد تؤدي في البداية إلى ارتفاع معدلات التضخم، فمن المتوقع أن يؤدي التأثير الإجمالي على النمو الاقتصادي إلى دفع أسعار الفائدة طويلة الأجل إلى الانخفاض، مع تركيز بنك الاحتياطي الفيدرالي على الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي بدلاً من مخاوف التضخم في الأمد القريب.
وتتوقع مجموعة يو بي إس أنه في ظل سيناريو التعريفة الجمركية الشاملة، قد ينخفض العائد على سندات الحكومة الأميركية إلى نحو 2.5% إلى 3%، حيث يسعى المستثمرون إلى الأمان النسبي الذي توفره السندات الحكومية وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي.
ومن المرجح أن يكون رد الفعل الفوري في أسواق العملات على فرض رسوم جمركية أعلى هو ارتفاع قيمة الدولار الأميركي، مدفوعاً بالفرار إلى الملاذ الآمن والتأثير السلبي على اقتصادات الشركاء التجاريين الرئيسيين.
ومع ذلك، يحذر محللو يو بي إس من أن هذه القوة قد تكون قصيرة الأجل. ومع اتساع العجز التجاري الأميركي بسبب انخفاض الصادرات وارتفاع تكاليف الاستيراد، فقد يتعرض الدولار لضغوط في الأمد الأبعد.