استثمار

ما هو على المحك بالنسبة للصين في المواجهة بين هاريس وترامب؟

Investing.com – تحمل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، مع كامالا هاريس ودونالد ترامب كمرشحين رئيسيين، عواقب على اقتصاد الصين ومكانتها العالمية.

ونتيجة للاختلافات في النهجين في التعامل مع السياسة الخارجية والاقتصادية بين هاريس وترامب، فإن الصين قد تشهد تأثيرات متفاوتة استناداً إلى من يفوز.

وقد قام المحللون في كابيتال إيكونوميكس بتقييم هذه النتائج المحتملة، مشيرين إلى المخاطر الكبيرة التي تواجهها الصين.

إن فوز ترامب في عام 2024 قد يشير إلى عودة السياسات التجارية العدوانية التي ميزت ولايته الأولى.

لقد أدت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الصينية في السابق إلى زيادة التكاليف على المصدرين الصينيين، وتوتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وساهمت في تباطؤ نمو الصادرات الصينية. وإذا عاد ترامب إلى منصبه، فهناك احتمال كبير لمزيد من التصعيد في الرسوم الجمركية أو حتى جولات جديدة من العقوبات الاقتصادية.

وقد يؤدي هذا إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الهش بالفعل في الصين، وخاصة في صناعاتها المعتمدة على التصدير، والتي أصبحت معرضة للخطر بشكل خاص.

وبحسب كابيتال إيكونوميكس، فإن عودة ترامب قد تؤدي إلى جولة ثانية من الرسوم الجمركية، والتي ستكون أكثر ضررا من الموجة الأولى، نظرا لأن اقتصاد الصين أصبح الآن أضعف، مع تباطؤ النمو وانخفاض زخم الصادرات.

وعلاوة على ذلك، أصبح الاقتصاد العالمي في حالة أكثر هشاشة، وقد يؤدي تجدد الحرب التجارية إلى انكماش حاد في تدفقات التجارة الدولية.

في المقابل، قد تعني رئاسة هاريس اتباع نهج أكثر ليونة وتعددية تجاه الصين، مع التركيز بشكل أكبر على الدبلوماسية والتعاون في معالجة القضايا العالمية مثل تغير المناخ.

ومن المرجح أن تواصل هاريس استراتيجية إدارة بايدن المتمثلة في تحقيق التوازن بين المنافسة والمشاركة، كما رأينا في الحوارات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين.

وبالنسبة للصين، قد يوفر هذا فرصة لتحقيق الاستقرار في علاقتها مع الولايات المتحدة وتجنب المزيد من الانفصال الاقتصادي.

ورغم أن هاريس من المرجح أن تواصل الضغط على الصين من خلال سياساتها التجارية وتحالفاتها، وخاصة فيما يتصل بالتكنولوجيا وحقوق الملكية الفكرية، فمن المتوقع أن تكون درجة العدوان أقل مما كانت عليه في عهد إدارة ترامب.

وتمثل فرصة التعاون بشأن تغير المناخ والقضايا العالمية الأخرى أيضًا مجالًا محتملًا لتحقيق المنفعة المتبادلة.

إن أحد المجالات الرئيسية التي تتعرض فيها الصين للخطر هو مجال التكنولوجيا. ومن المرجح أن يواصل ترامب وهاريس فرض القيود على وصول الصين إلى التكنولوجيا الأميركية.

ولكن الأساليب قد تختلف. فقد اتخذ ترامب نهجا مباشرا ومواجهة، فحظر بعض شركات التكنولوجيا الصينية بشكل صريح وفرض ضوابط صارمة على الصادرات.

ومن المتوقع أن يؤيد هاريس قيودًا مماثلة، ولكن مع بذل جهد عالمي أكثر تنسيقًا، يشمل حلفاء مثل الاتحاد الأوروبي واليابان، لإنشاء جبهة موحدة.

ويشير المحللون في كابيتال إيكونوميكس إلى أن ضوابط التصدير الأمريكية الجديدة سوف يكون من الصعب على الصين التعامل معها لأنها تشمل دولا متعددة.

ومن الممكن أن تعوق هذه القيود بشدة طموحات الصين في الريادة في الصناعات التكنولوجية العالية، وخاصة أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.

وبعيدا عن التداعيات الاقتصادية، فإن نتيجة الانتخابات بين هاريس وترامب تحمل في طياتها مخاطر جيوسياسية. فقد تؤدي رئاسة ترامب الثانية إلى مزيد من عزلة الصين، خاصة وأن ترامب أعرب عن ازدرائه للمؤسسات والتحالفات المتعددة الأطراف.

ومن شأن هذا أن يضطر الصين إلى البحث عن شراكات جديدة أو تعميق الشراكات القائمة، مثل علاقاتها مع روسيا أو دول في أفريقيا والشرق الأوسط.

ومن ناحية أخرى، من المرجح أن يتعاون هاريس مع الصين من خلال المؤسسات العالمية القائمة، مما يقلل من فرصة الصراع الاقتصادي أو العسكري المباشر، لكنه لا يزال يعمل على احتواء النفوذ الصيني المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى