بدءاً من الأول من يناير 2026، تترك مارجوري تايلور غرين الكونغرس، بينما تتطلع إلى آفاق سياسية جديدة، أبرزها احتمال خوض سباق الرئاسة عام 2028. هذا التحول يأتي بعد مسيرة مثيرة للجدل في مجلس النواب، شهدت ولاءً قوياً لدونالد ترامب، ثم انتقادات حادة له، مما أثار تساؤلات حول مستقبلها داخل الحزب الجمهوري والمشهد السياسي الأمريكي بشكل عام.

السياسية الجمهورية المعروفة بتصريحاتها الصادمة ومواقفها المتطرفة، كانت من أبرز الداعمين لترامب خلال فترة رئاسته وبعدها. لكن في الأشهر الأخيرة، شهدنا تحولاً ملحوظاً في موقفها، حيث بدأت تنتقد بعض سياساته وقراراته بشكل علني، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والتعامل مع قضايا معينة داخل الحزب.

انقلاب في العلاقة مع ترامب

أصبحت غرين، التي عُرفت طوال سنوات بأنها واحدة من أشرس المدافعين عن ترامب، خلال الأشهر الماضية، صوتاً معارضاً للعديد من مواقفه. فقد انتقدت إصراره على القول إن الأسعار تتراجع، وهاجمته بسبب تعاطيه مع العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، ودافعت بقوة عن نشر ملفات إبستين على الرغم من معارضة ترامب في البداية.

هذا التحول دفع الرئيس السابق إلى مهاجمتها علناً، واصفاً إياها بـ”الخائنة”، وسحب دعمه عنها في دائرتها الانتخابية، معلناً دعمه لأي مرشح جمهوري ينافسها. هذا التصعيد يعكس مدى الانقسام المتزايد داخل الحزب الجمهوري بين معسكر ترامب القوي والقوى الصاعدة التي تسعى لإعادة تعريف التيار اليميني.

قرار الاستقالة وخلفياته

أعلنت غرين عن قرارها بمغادرة مجلس النواب في يناير القادم، معتبرة أن “الولاء يجب أن يكون طريقاً ذا اتجاهين”. تشير مصادر مقربة منها إلى أن الخلاف مع ترامب كان عاملاً رئيسياً في هذا القرار، بالإضافة إلى شعورها بأن الحزب الجمهوري لم يعد يوفر لها المساحة الكافية للتعبير عن أفكارها.

وكانت تقارير صحفية قد أشارت في وقت سابق إلى أن غرين كانت تدرس الترشح للرئاسة، على الرغم من نصيحة ترامب لها بعدم خوض انتخابات على مستوى ولاية جورجيا، نظراً لضعف فرصها في الفوز.

طموح رئاسي لـ مارجوري تايلور غرين بنكهة مختلفة

وفقاً لعدد من النواب الجمهوريين المطلعين على نقاشاتها، تفكر غرين في اتباع مسار مشابه لما قام به روبرت إف. كينيدي جونيور في انتخابات عام 2024، وهو الترشح كصوت بديل لجذب جزء من ناخبي القاعدة الجمهورية. هذا الأسلوب قد يسمح لها بتعزيز مكانتها السياسية والاستعداد لانتخابات مستقبلية.

قد لا يكون هدفها الأساسي الفوز بالرئاسة في عام 2028، بل تجميع رأس مال سياسي يمكنها من لعب دور مؤثر في أي إدارة جمهورية قادمة، سواء من خلال منصب رسمي أو من خلال نفوذها داخل التيار اليميني المتشدد. هذا النهج يتيح لها الحفاظ على حضورها في المشهد السياسي والتأثير في مساره.

تحليل أداء غرين في دائرتها الانتخابية

برزت غرين كشخصية سياسية في انتخابات 2020، ودخلت الكونجرس في بداية عام 2021، وسرعان ما أصبحت من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في كتلة الجمهوريين. منذ دخولها الكونغرس، فازت في جميع الانتخابات التي خاضتها في دائرتها، محققة نسب تصويت تتراوح بين 64% و 74% مقابل منافسيها الديمقراطيين.

https://flo.uri.sh/visualisation/26408867/embed" title="Interactive or visual content" class="flourish-embed-iframe" frameborder="0" scrolling="no" style="width:100%;height:600px;" sandbox="allow-same-origin allow-forms allow-scripts allow-downloads allow-popups allow-popups-to-escape-sandbox allow-top-navigation-by-user-activation

يعرض هذا الجدول نتائج الانتخابات العامة والتمهيدية للدائرة الرابعة عشر في جورجيا خلال الفترة من 2018 حتى 2024، مع التركيز على عدد الأصوات والنسب المئوية للمرشحين من الحزب الجمهوري والديمقراطي. يُظهر الجدول هيمنة الجمهوريين في هذه الدائرة، مع تصدر مارجوري تايلور غرين كل الانتخابات منذ دخولها الكونغرس في 2020. كما يوضح التغيرات في الدعم النسبي للمرشحين عبر السنوات المختلفة.

وعلى الرغم من هيمنتها في دائرتها، تشير استطلاعات الرأي إلى أن منافستها المحتملة في انتخابات مجلس الشيوخ، كالحاكم براين كيمب، تتفوق عليها بفارق كبير، بينما تتخلف غرين بـ17 نقطة عن السيناتور الديمقراطي جون أوسوف في استطلاعات الرأي لعام 2026.

مستقبل مارجوري تايلور غرين السياسي

مع خروجها من الكونغرس وتصاعد الخلافات مع ترامب، تتجه غرين نحو مرحلة من إعادة التموضع السياسي. لا يزال احتمال ترشحها للرئاسة قائماً، ولكنه يواجه تحديات كبيرة، نظراً لنتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى ضعف قاعدتها الانتخابية خارج دائرتها في جورجيا.

ومع ذلك، فإن قدرتها على جذب الانتباه وإثارة الجدل قد تجعلها لاعباً مؤثراً في موسم الانتخابات الرئاسية عام 2028. من المرجح أن نشهد في الفترة القادمة محاولات منها لتعزيز نفوذها داخل الحزب الجمهوري وإعادة تعريف مسيرتها السياسية. يبقى أن نرى ما إذا كانت ستتمكن من تحويل هذا الطموح إلى واقع ملموس.

الخطوة التالية المتوقعة هي إعلان غرين عن خططها الرسمية للمستقبل، سواء كانت ترشحها للرئاسة، أو لخوض انتخابات أخرى، أو التركيز على العمل السياسي من خارج المؤسسات الحكومية. من المهم مراقبة تحركاتها وتصريحاتها في الفترة القادمة لفهم مسارها السياسي بشكل أفضل، وما إذا كانت ستشكل قوة جديدة داخل الحزب الجمهوري.

شاركها.