أكد ماجد الجوكر، الرئيس التنفيذي للعمليات في مطارات دبي، أن النمو القياسي في أعداد المسافرين يعود إلى التعاون الوثيق بين جميع الجهات العاملة في المطار، وهو ما يُعرف بـ “مجتمع المطار“. وأضاف الجوكر في مقابلة مع CNN الاقتصادية على هامش معرض دبي للطيران 2025 أن هذا التكامل هو أساس الأداء المتميز الذي شهدته دبي، وأن مواصلة هذا التطور تتطلب استثمارات مستمرة في تطوير تجربة المسافر وتحسين البنية التحتية.

جاءت تصريحات الجوكر بعد إعلان مطارات دبي تسجيل 24.2 مليون مسافر خلال صيف 2024، وهو أعلى رقم صيفي في تاريخها. يعكس هذا الرقم استمرار النمو في قطاع السياحة والترانزيت، بالإضافة إلى التوسع المستمر لشركات الطيران الوطنية والإقليمية العاملة في دبي.

«مجتمع المطار».. أساس النجاح في تحقيق النمو القياسي

وأوضح الجوكر أن تحقيق هذه الإنجازات لم يكن ممكنًا إلا من خلال منهجية عمل جماعي، حيث تتضافر جهود جميع الفرق التشغيلية لإدارة حركة المسافرين بسلاسة وكفاءة. هذا النهج التشاركي يسمح لمطارات دبي بالاستفادة من خبرات وكفاءات متنوعة لضمان أفضل تجربة ممكنة للمسافرين.

وأضاف: “التواصل والتكامل هما أساس قدرتنا على الحفاظ على هذا النمو. التطوير عملية مستمرة، وتحديث تجربة المسافر هو أولويتنا القصوى، سواء من خلال تحديث المرافق الحالية أو إعادة تصميم مسار حركة المسافر داخل المطار.”

مبادرة السجادة الحمراء وتطوير إجراءات الوصول

تحدث الجوكر عن مبادرة “السجادة الحمراء” التي أُطلِقت مؤخرًا للمغادرين، مشيرًا إلى أنها تمثل دمجًا سلسًا لإجراءات شركة الطيران وإجراءات الجوازات في خطوة واحدة. يتيح هذا الإجراء للمسافرين عبور الممر المخصص بسرعة وسهولة دون أي تأخير إضافي.

وأشار إلى أن هذا النموذج سيتم تطبيقه على القادمين في المستقبل القريب، كجزء من خطة شاملة لتطوير تجربة الوصول إلى دبي. تهدف هذه الخطة إلى جعل رحلة المسافر “سلسة تمامًا” من لحظة وصوله وحتى استلام أمتعته.

تبني التقنيات البيومترية والحلول الذكية

وأكد الجوكر أن النظام البيومتري الجديد سيساهم في خفض وقت إجراءات الوصول إلى 6 ثوانٍ فقط، وهو ما يعتبر نقلة نوعية في تجربة السفر. ويعزز هذا التطور مكانة دبي كوجهة رائدة في تبني أحدث تقنيات السفر الذكي على مستوى العالم. ويشكل هذا التوجه جزءًا من جهود دبي المستمرة لتعزيز الكفاءة التشغيلية وتطوير تجربة المسافر.

وبيّن أن مطارات دبي تعتمد بشكل متزايد على تقنيات القياسات الحيوية ودمج البيانات لتحسين الكفاءة التشغيلية. هذه التقنيات تمنح المطار القدرة على التنبؤ بأعداد المسافرين بدقة والتخطيط لإدارة الموارد بشكل فعال.

الاستعداد للمطار الجديد والتطوير المستمر

وأوضح الجوكر أن عمليات التحسين الحالية في البنية التحتية للمطار القائم تمثل “اختبارًا عمليًا” للتجارب والحلول التي سيتم تطبيقها في المطار الجديد. تهدف هذه التحسينات إلى زيادة الكفاءة الإنتاجية والطاقة الاستيعابية للمطار الحالي دون الحاجة إلى إضافة مبانٍ جديدة.

وأضاف: “كل تطوير نقوم به اليوم يعتبر نموذجًا أوليًا لتجربة السفر التي سيقدمها المطار الجديد”. من المتوقع أن يوفر المطار الجديد بنية تشغيلية أكثر مرونة واعتمادًا على الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية لتقديم خدمة أفضل للمسافرين.

مستقبل المطار الحالي

فيما يتعلق بمستقبل المطار الحالي بعد الانتقال إلى المطار الجديد، أوضح الجوكر أن الموعد المتوقع للانتقال الكامل هو عام 2032. وأشار إلى أن مصير المبنى الحالي سيخضع لقرارات القيادة الرشيدة.

واختتم الجوكر حديثه مؤكدًا أن دمج التقنيات الحديثة والتوسع في الحلول الرقمية يمثلان ركيزتين أساسيتين في المرحلة الجديدة لمطارات دبي. تؤكد هذه الجهود التزام دبي بأن تصبح مركزًا عالميًا رائدًا في قطاع الطيران، وتقديم بنية تحتية متطورة تعيد تعريف السفر الجوي. من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من الاستثمارات في التقنيات الذكية والحلول المبتكرة لتحسين تجربة المسافر وتعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية مفضلة. الخطط المستقبلية تشمل توسيع نطاق استخدام الروبوتات الذكية في عمليات التنظيف والصيانة، بالإضافة إلى تطوير تطبيقات للهواتف الذكية لتسهيل إجراءات السفر وتوفير معلومات محدثة للمسافرين.

شاركها.