تعيش المطارات الأميركية أزمة غير مسبوقة مع استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي، حيث ألغت شركات الطيران نحو 1200 رحلة يوم الثلاثاء، في اليوم الخامس على التوالي الذي يتجاوز فيه عدد الإلغاءات حاجز الألف رحلة. وقد أدى قرار إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بخفض الرحلات الجوية إلى تفاقم الأوضاع، خاصة مع نقص المراقبين الجويين وتأثير ذلك على السلامة.

شمل القرار الذي بدأ تطبيقه يوم الجمعة الماضي خفض 4% من الرحلات اليومية في 40 مطاراً رئيسياً، على أن ترتفع النسبة إلى 6% يوم الثلاثاء، وتصل إلى 10% بحلول 14 نوفمبر تشرين الثاني إذا استمر الإغلاق. وتشمل هذه المطارات محاور رئيسية لشركات طيران كبرى مثل أميركان إيرلاينز ودلتا إيرلاينز وساوث ويست، مما أدى إلى اضطراب كبير في حركة السفر.

تأثير نقص المراقبين الجويين

بحسب موقع فلايت أوير FlightAware، تم تأجيل أكثر من 1300 رحلة إضافية يوم الثلاثاء، بعد يوم من إلغاء 2900 رحلة وتأخير 9600 رحلة. ويعزو الخبراء هذه الفوضى إلى نقص المراقبين الجويين، حيث أجبر الإغلاق 13 ألف مراقب جوي و50 ألف عنصر من إدارة أمن النقل على العمل من دون أجر، مما فاقم أزمة الموارد البشرية داخل المطارات.

وتشير إدارة الطيران الفيدرالية إلى أنها تعاني أصلاً نقصاً بنحو 3500 مراقب جوي مقارنة بالمستويات المستهدفة. وقد أدى ذلك إلى عمل العديد من المراقبين لساعات إضافية وأسابيع من ستة أيام متتالية حتى قبل بدء الإغلاق، مما زاد من الضغط عليهم.

جهود تخفيف الأزمة

على الصعيد السياسي، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح تشريع ينهي الإغلاق ويمدّد تمويل الحكومة حتى 30 يناير كانون الثاني المقبل. ومن المتوقع أن يصوّت مجلس النواب على الاتفاق في وقت لاحق، مما قد يمهّد الطريق لعودة النشاط الحكومي تدريجياً.

ومع ذلك، فقد صعّد الرئيس دونالد ترامب لهجته تجاه المراقبين المتغيبين عن العمل، مهدداً بخصم أجورهم أو قبول استقالاتهم إذا استمروا في الغياب. ويهدف ترامب من خلال هذه الخطوة إلى الضغط على العاملين لإعادة النظام إلى المطارات.

ومع استمرار الأزمة، يتوقع أن تظل حركة الطيران مضطربة في الفترة القادمة. ومن المتوقع أن تتخذ إجراءات إضافية لمعالجة نقص المراقبين الجويين وتحسين السلامة الجوية. وستظل الأوضاع في المطارات الأميركية تحت المراقبة في الأسابيع المقبلة.

شاركها.