أعلنت مجموعة موانئ أبوظبي عن تأسيس مشروع مشترك مع شركة “سي إي آي سبلاي تشين” الباكستانية، بهدف تطوير شبكة لوجستية متكاملة في باكستان والمنطقة. يركز هذا التعاون على تقديم حلول لوجستية مبتكرة وفعالة، معتبراً باكستان نقطة ارتكاز حيوية في ممر التجارة الإقليمي. ومن المتوقع أن يعزز المشروع المشترك، الذي يعتمد نموذجاً خفيف الأصول، من قدرة مجموعة موانئ أبوظبي على خدمة الأسواق سريعة النمو في جنوب آسيا وآسيا الوسطى.
تم توقيع الاتفاقية بين عبد العزيز زايد الشامسي، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي، وسهيل ياسين سليمان، رئيس مجلس إدارة مجموعة “وورلد وايد جروب”. يأتي هذا الإعلان في سياق جهود المجموعة المتواصلة لتوسيع نطاق عملياتها في قطاع الخدمات اللوجستية، وتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في التجارة العالمية.
مشروع مشترك لتعزيز الخدمات اللوجستية
بموجب الاتفاقية، ستمتلك مجموعة موانئ أبوظبي حصة أغلبية نسبتها 51% في المشروع الجديد. هذه الخطوة تعكس التزام المجموعة بتعزيز حضورها الاستثماري في باكستان، التي تعتبر سوقاً واعدة ذات أهمية استراتيجية. يهدف المشروع إلى الاستفادة من شبكة “سي إي آي” الواسعة في باكستان، والتي تشمل مكاتب رئيسية في كراتشي ولاهور وسيالكوت وإسلام أباد، لتقديم خدمات لوجستية شاملة.
من خلال دمج القدرات المحلية لـ “سي إي آي” مع الخبرة العالمية لمجموعة موانئ أبوظبي، يسعى المشروع إلى زيادة الحصة السوقية في قطاعات رئيسية مثل السيارات والتجزئة والسلع الاستهلاكية سريعة التداول والطاقة. وتشمل الخطط تقديم حلول مبتكرة في مجال إدارة سلسلة التوريد، والنقل البري والبحري، والتخزين المبرد والتقليدي.
الوصول إلى شبكة أوسع من العملاء
ستتيح الشراكة للمشروع الوصول إلى قاعدة عملاء واسعة في جميع أنحاء باكستان، مما يعزز من قدرته على التوسع في السوق. بالإضافة إلى ذلك، ستساهم في تعزيز التوافق بين عمليات المشروع وشبكة الخدمات اللوجستية المتنامية لـ “نواتوم اللوجستية”، الذراع اللوجستية لمجموعة موانئ أبوظبي. هذا التكامل سيسمح بتقديم خدمات أكثر سلاسة وفعالية للعملاء.
من المتوقع أن يتم دمج المشروع الجديد بشكل كامل ضمن هيكل مجموعة موانئ أبوظبي بحلول الربع الأول من عام 2026. هذا الدمج سيسهل تبادل المعرفة والموارد، ويعزز من القدرة التنافسية للمجموعة في السوق الباكستانية والإقليمية.
أهمية باكستان الاستراتيجية في ممر التجارة
تعتبر باكستان بوابة تجارية حيوية تربط بين آسيا الوسطى والجنوب، مما يجعلها نقطة عبور استراتيجية في ممر التجارة الأوسط الذي تسعى مجموعة موانئ أبوظبي إلى تطويره. يأتي هذا المشروع في إطار جهود المجموعة الأوسع نطاقاً لإعادة تنشيط هذا الممر التجاري الهام، الذي يربط الصين بأوروبا عبر آسيا الوسطى.
صرح عبد العزيز زايد الشامسي بأن باكستان تمثل سوقاً رئيسية، وأن هذا المشروع يعكس التزام المجموعة بتوسيع نطاق عملياتها فيها. وأضاف أن المشروع المشترك سيساهم في تقليل الفجوة بين الموانئ والعملاء، وتحسين كفاءة العمليات اللوجستية، وتحقيق رؤية المجموعة لتحويل باكستان إلى مركز إقليمي للتجارة.
من جانبه، أعرب سهيل ياسين سليمان عن ثقته في أن التعاون مع مجموعة موانئ أبوظبي سيعزز قطاع الخدمات اللوجستية في باكستان. وأشار إلى أن دمج شبكات “سي إي آي” المحلية مع الخبرات العالمية للمجموعة سيؤدي إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للعملاء.
استثمارات متزايدة في البنية التحتية
يأتي هذا المشروع المشترك بعد عام من التوسع الملحوظ لمجموعة موانئ أبوظبي في باكستان. وقد عززت المجموعة حضورها كمستثمر رئيسي في ميناء كراتشي، وافتتحت مكتباً تمثيلياً في إسلام أباد في أغسطس 2025 لتعزيز التواصل مع الحكومة وتسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية.
بلغت قيمة استثمارات المجموعة في باكستان حتى الآن 295 مليون دولار، وتتركز في تطوير وتعزيز أرصفة الحاويات والبضائع في ميناء كراتشي. بالإضافة إلى ذلك، أبرمت المجموعة اتفاقية طويلة الأمد مع “شركة لويس دريفوس باكستان المحدودة” لتطوير وتشغيل منشأة متخصصة في مناولة وتخزين البضائع السائبة والمنتجات الزراعية.
في الختام، يمثل هذا المشروع المشترك خطوة استراتيجية هامة لمجموعة موانئ أبوظبي في باكستان، ومن المتوقع أن يعزز من قدرتها التنافسية في قطاع الخدمات اللوجستية الإقليمية. سيراقب السوق عن كثب عملية دمج المشروع في هيكل المجموعة بحلول الربع الأول من عام 2026، بالإضافة إلى تأثيره على تطوير ممر التجارة الأوسط وتعزيز التجارة بين الصين وأوروبا. من المهم أيضاً متابعة التطورات المتعلقة بالاستثمارات الإضافية المحتملة في البنية التحتية اللوجستية في باكستان.
