سيتي يحاكي زيادة أسعار النفط العالمية إلى 120 دولارا للبرميل. وهنا ما يحدث
Investing.cm – قامت شركة Citi Research بمحاكاة تأثيرات الارتفاع الافتراضي لأسعار النفط إلى 120 دولارًا للبرميل، وهو سيناريو يعكس التوترات الجيوسياسية المحتملة، خاصة في الشرق الأوسط.
وفقًا لمجموعة سيتي، فإن مثل هذا الارتفاع في الأسعار سيؤدي إلى اضطراب اقتصادي كبير ولكن مؤقت، مع وصول خسائر الإنتاج العالمي إلى ذروتها عند حوالي 0.4٪ مقارنة بالتوقعات الأساسية.
وفي حين يتضاءل التأثير بمرور الوقت مع عودة أسعار النفط تدريجيا إلى طبيعتها، فإن التموجات الاقتصادية متفاوتة بين المناطق، مما يشير إلى مستويات متفاوتة من المرونة واستجابات السياسات.
وتؤدي الزيادة المحاكية في الأسعار إلى انكماش الناتج الاقتصادي العالمي، مدفوعا في المقام الأول بارتفاع تكاليف الطاقة مما يقلل الدخل المتاح وهوامش أرباح الشركات.
ومن المتوقع أن تستقر خسارة الإنتاج العالمي، رغم كونها كبيرة في البداية، بين 0.3% و0.4% قبل أن تتلاشى مع عودة أسعار النفط إلى توقعات خط الأساس.
تظهر الولايات المتحدة خسارة فورية أقل في الإنتاج مقارنة بمنطقة اليورو أو الصين.
ويُعزى هذا التفاوت جزئياً إلى مكانة الولايات المتحدة باعتبارها منتجاً رائداً للنفط، الأمر الذي يخفف من وطأة الاقتصاد المحلي من خلال تأثيرات الثروة، مثل تعزيز سوق الأسهم من مكاسب قطاع الطاقة.
ومع ذلك، فإن الميزة الأمريكية قصيرة الأجل؛ ويؤدي تشديد السياسات النقدية لمواجهة التضخم إلى تأثيرات سلبية متأخرة على الإنتاج.
ومن المتوقع أن يرتفع التضخم الإجمالي على مستوى العالم بنحو نقطتين مئويتين، في حين تشهد الولايات المتحدة زيادة أكثر وضوحاً بعض الشيء.
ويؤدي انخفاض الضرائب نسبيا على منتجات الطاقة في الولايات المتحدة إلى تضخيم انتقال صدمات أسعار النفط إلى المستهلكين مقارنة بأوروبا، حيث تعمل الضرائب المرتفعة على الطاقة على تخفيف التأثير المباشر.
وتتباين استجابات البنوك المركزية عبر المناطق. وفي الولايات المتحدة، حيث تأثيرات التضخم أكثر حدة، تؤدي وظيفة رد الفعل التي يمارسها بنك الاحتياطي الفيدرالي ـ استناداً إلى قاعدة تايلور ـ إلى تشديد السياسة النقدية في البداية. ويتناقض هذا مع التغيرات الأكثر هدوءا في السياسات في منطقة اليورو والصين، حيث تكون البنوك المركزية أقل عدوانية في الاستجابة لارتفاع التضخم العابر.
ويضع محللو سيتي هذا السيناريو في سياق التقلبات الجيوسياسية المستمرة، وخاصة في الشرق الأوسط. ويفترض النموذج انقطاع الإمدادات بمقدار 2-3 ملايين برميل يوميا على مدى عدة أشهر، مما يسلط الضوء على هشاشة أسواق الطاقة في مواجهة الصدمات الجيوسياسية.
ويشير التقرير إلى عدة آثار أوسع نطاقا. ويكمن التحدي بالنسبة لصناع السياسات في الموازنة بين السيطرة على التضخم في الأمد القريب والحاجة إلى تخفيف الناتج الاقتصادي.
وبالنسبة للشركات والمستهلكين، فإن ارتفاع الأسعار بهذا الحجم يؤكد أهمية إدارة تكاليف الطاقة واستراتيجيات التنويع.
وأخيرا، يحذر المحللون من أن نتائج المحاكاة قد تقلل من المخاطر إذا لم يتم استيعاب التغيرات الهيكلية، مثل دور الولايات المتحدة المتطور كدولة مصدرة للطاقة، بشكل كامل في النموذج.
وفي حين تعكس المحاكاة صدمة مؤقتة، فإن النتائج التي توصلت إليها تعزز الحاجة إلى المرونة في سياسات الطاقة والأطر النقدية. وسواء تحقق مثل هذا السيناريو أم لا، فإن تحليل سيتي يوفر نافذة على التفاعل المعقد بين الاقتصاد والطاقة والجغرافيا السياسية في تشكيل النتائج الاقتصادية العالمية.