أعلنت الحكومة السويسرية والولايات المتحدة عن اتفاق لخفض الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على السلع السويسرية من 39% إلى 15%. يأتي هذا الاتفاق بعد أشهر من التوتر التجاري أثر سلبًا على الاقتصاد السويسري، خاصةً قطاعاته المعتمدة على التصدير. وقد أعلنت الحكومة السويسرية عن هذا التطور الهام عبر منصة “إكس” يوم الجمعة، معربة عن تقديرها للجهود المبذولة.

تخفيض الرسوم الجمركية: بارقة أمل للاقتصاد السويسري

تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد سلسلة من المفاوضات بين وزير الاقتصاد السويسري غاي بارملين وممثل التجارة الأمريكي جيميسون غرير. وقد أعربت الحكومة السويسرية عن شكرها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على “التفاعل البناء” خلال هذه المحادثات. يأتي هذا التخفيض في الرسوم الجمركية في وقت كانت فيه سويسرا قد خفضت بالفعل توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2026 بسبب تأثير هذه الرسوم.

تأثير الرسوم على الصادرات السويسرية

فرضت الولايات المتحدة في أغسطس آب رسومًا جمركية بنسبة 39% على واردات السلع السويسرية، وهي من بين أعلى الرسوم التي فرضتها ضمن سياستها التجارية. أثرت هذه الرسوم بشكل خاص على قطاعات رئيسية في الاقتصاد السويسري، بما في ذلك صناعة الساعات الفاخرة، والآلات الصناعية، بالإضافة إلى منتجات مثل الشوكولاتة والجبن. الصادرات السويسرية كانت تواجه تحديات كبيرة نتيجة لهذه القيود التجارية.

كانت سويسرا قد أعربت عن قلقها بشأن التفاوت الكبير في الرسوم الجمركية بينها وبين منافسيها الرئيسيين، مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وبريطانيا، الذين حصلوا على نسب رسوم أقل (15% و 10% على التوالي). هذا التفاوت كان يمنح المنافسين ميزة تنافسية في السوق الأمريكية.

جهود سابقة للتوصل إلى حل

في محاولة لحل هذه المشكلة، قام كل من بارملين ورئيسة سويسرا كارين كيلر-سوتر برحلتين إلى واشنطن في أغسطس وسبتمبر. خلال هذه الزيارات، التقوا بمسؤولين أمريكيين لمحاولة إقناعهم بإعادة النظر في الرسوم الجمركية. كما التقى رؤساء ست من كبرى الشركات السويسرية، بما في ذلك رولكس وريتشمونت، بالرئيس ترامب مباشرةً لشرح الأثر السلبي للرسوم على أعمالهم. القطاع الخاص السويسري لعب دورًا هامًا في الضغط من أجل التوصل إلى حل.

الآثار الاقتصادية المحتملة والخطوات التالية

يُعتبر هذا الاتفاق بمثابة انتعاش للاقتصاد السويسري، حيث من المتوقع أن يساهم في تحسين القدرة التنافسية للشركات السويسرية في السوق الأمريكية. النمو الاقتصادي في سويسرا كان مهددًا بسبب هذه الرسوم، والآن هناك أمل في استعادة الزخم. ومع ذلك، لا يزال هناك بعض القلق بشأن التفاصيل النهائية للاتفاق وكيف سيتم تنفيذه على أرض الواقع.

من المتوقع أن يتم الإعلان عن التفاصيل الكاملة للاتفاق في الأيام القادمة. سيراقب المراقبون عن كثب تأثير هذا التخفيض في الرسوم على التجارة بين سويسرا والولايات المتحدة، وكذلك على أداء القطاعات الاقتصادية الرئيسية في سويسرا. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الاتفاق سيؤدي إلى تحسين العلاقات التجارية بين البلدين على المدى الطويل.

شاركها.