شهد قطاع الطيران في الهند اضطرابات واسعة النطاق، حيث ألغت شركة إنديغو، أكبر شركات الطيران في البلاد، مئات الرحلات الجوية لليوم الرابع على التوالي. وتتركز المشكلة بشكل خاص في مطار نيودلهي، حيث تم إلغاء جميع رحلات المغادرة للشركة. يأتي هذا الإلغاء الجماعي للرحلات الجوية بسبب تحديات تشغيلية تواجهها إنديغو في تطبيق القواعد الجديدة المتعلقة بسلامة الطيران، مما أثر بشكل كبير على حركة السفر الجوي في الهند.

بدأت الأزمة تتفاقم يوم الجمعة مع إلغاء شركة إنديغو لما يقرب من 235 رحلة من مطار نيودلهي وحده، بالإضافة إلى إلغاءات في مدن رئيسية أخرى مثل تشيناي ومومباي وبنغالور وهيديراباد. وقد أثرت هذه الإجراءات على آلاف المسافرين، مما تسبب في تعطيل خططهم وتأخيرات كبيرة. ووفقًا لمصادر مطارية، فقد ألغى مطار تشيناي جميع الرحلات المغادرة لإنديغو، بينما ألغى مطار مومباي 165 رحلة، وبنغالور 102 رحلة، وهيديراباد 92 رحلة.

أزمة التشغيل وراء إلغاءات الرحلات الجوية

أكدت شركة إنديغو أن سبب هذه الإلغاءات يعود إلى صعوبات في التكيف مع القواعد الجديدة التي فرضتها السلطات الهندية في الأول من نوفمبر. تهدف هذه القواعد إلى تعزيز معايير السلامة من خلال تقليل ساعات الطيران المسموح بها للطيارين وتطبيق قيود أكثر صرامة على الرحلات الليلية. وقالت الشركة في بيان رسمي إنها تواجه “أزمة تشغيلية حقيقية” وأن حلها لن يكون سريعًا، لكنها ملتزمة ببذل قصارى جهدها لمساعدة المتضررين.

تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه قطاع الطيران الهندي انتعاشًا ملحوظًا بعد جائحة كوفيد-19، مما يزيد من أهمية استقرار العمليات وتجنب أي تعطيل لحركة السفر الجوي. وتشير التقارير إلى أن إنديغو كانت تعاني من نقص في الطاقم الجوي وبعض المشكلات اللوجستية الأخرى، مما فاقم من تأثير القواعد الجديدة.

استجابة السلطات الهندية

استجابة لطلب شركة إنديغو، وافقت السلطات الهندية على منحها إعفاءً مؤقتًا من بعض القواعد الجديدة، بهدف مساعدتها على تجاوز هذه الأزمة. وذكرت وزارة الطيران المدني الهندية أنها تعمل بشكل وثيق مع إنديغو لضمان عودة العمليات إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن. وتتوقع السلطات تحسنًا تدريجيًا في العمليات ابتداءً من يوم السبت.

تأثير متفاوت على شركات الطيران

في المقابل، لم تتأثر شركات الطيران الهندية الأخرى الكبرى، مثل إير إنديا وأكاسا إير، بشكل كبير بهذه القواعد الجديدة، ولم تضطر إلى إلغاء أي رحلات. ويعزى ذلك إلى أن هذه الشركات كانت قد اتخذت بالفعل خطوات استباقية للتكيف مع المتطلبات الجديدة، بما في ذلك تخطيط دقيق لجدول الرحلات وتوفير طاقم جوي كافٍ. ويعتبر هذا الأمر مؤشرًا على أهمية الاستعداد والتخطيط المسبق في قطاع السفر.

وتشير التحليلات إلى أن إنديغو قد تحتاج إلى وقت أطول لاستعادة كامل عملياتها، حيث حذرت الشركة سابقًا من أن الأمر قد يستغرق حتى 10 فبراير القادم. ويعتمد ذلك على مدى قدرتها على معالجة المشكلات التشغيلية وتوفير طاقم جوي مؤهل لتلبية متطلبات القواعد الجديدة. كما أن هناك حاجة إلى تنسيق فعال مع المطارات والسلطات المعنية لتجنب أي تأخيرات أو إلغاءات إضافية.

استعادة الثقة في السفر الجوي

ويعتبر الحفاظ على ثقة المسافرين أمرًا حيويًا لقطاع الطيران الهندي، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها القطاع حاليًا. وتتوقع شركات الطيران زيادة في الطلب على الرحلات الجوية خلال الأشهر القادمة، مع اقتراب موسم العطلات والإجازات. لذلك، من الضروري أن تعمل إنديغو وشركات الطيران الأخرى على ضمان سلامة وراحة المسافرين، وتقديم خدمات موثوقة وفعالة.

من المتوقع أن تستمر السلطات الهندية في مراقبة الوضع عن كثب، واتخاذ أي إجراءات إضافية ضرورية لضمان استقرار قطاع الطيران. ويجب على المسافرين المتضررين من الإلغاءات التواصل مع شركة إنديغو للحصول على معلومات حول استرداد التذاكر أو إعادة الحجز. كما ينبغي عليهم متابعة آخر التطورات المتعلقة بحالة الطيران قبل السفر إلى المطار.

في الختام، لا تزال أزمة التشغيل التي تواجهها إنديغو مستمرة، ومن غير الواضح متى ستعود العمليات إلى طبيعتها بشكل كامل. ويجب على المسافرين الاستعداد لاحتمالية حدوث المزيد من التأخيرات أو الإلغاءات في الأيام القادمة، ومتابعة آخر المستجدات من مصادر موثوقة. وستكون الفترة القادمة حاسمة بالنسبة لشركة إنديغو، حيث سيتعين عليها إثبات قدرتها على التغلب على هذه التحديات واستعادة مكانتها كشركة طيران رائدة في الهند.

شاركها.