تراجع توقعات الطلب على النفط رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية: سيتي جروب
Investing.com — تكشف التقارير الشهرية الأخيرة الصادرة عن وكالات الطاقة الرسمية عن توقعات أكثر اعتدالا للطلب العالمي، حتى مع استمرار التوترات الجيوسياسية في الغليان.
وبحسب محللين في سيتي ريسيرش في مذكرة مؤرخة الأربعاء، فقد تراجعت أسعار خام برنت مؤخرا من أعلى مستوياتها عند 82 دولارا إلى حوالي 80 دولارا للبرميل، وهو ما يعكس تعاف مؤقتا بعد عمليات بيع أوسع في السوق في وقت سابق من أغسطس.
وقد نتج هذا التصحيح في السوق في المقام الأول عن تصاعد المخاوف من الركود، الأمر الذي طغى على عوامل أخرى محتملة لزعزعة الاستقرار. وشملت هذه العوامل التوترات الجيوسياسية مثل المواجهة بين إيران وإسرائيل، والاضطرابات الداخلية في ليبيا، وموسم الأعاصير المستمر، والذي شكل تهديدًا لسلاسل التوريد حتى نهاية العام.
وتشير أحدث التقارير الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ووكالة الطاقة الدولية، وأمانة أوبك، إلى توقعات أكثر حذرا بشأن نمو الطلب على النفط في عامي 2024 و2025.
أبقت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لنمو الطلب على النفط عند أقل بقليل من مليون برميل يوميا للعامين، بعد أن خفضت توقعاتها بالفعل في يونيو/حزيران. وفي توقعاتها قصيرة الأجل للطاقة في أغسطس/آب، أبقت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 دون تغيير عند 1.1 مليون برميل يوميا، لكنها خفضت تقديرات النمو لعام 2025 بمقدار 0.2 مليون برميل يوميا بسبب ضعف التوقعات الاقتصادية.
وعلى صعيد العرض، تتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادات كبيرة في إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+، مع ارتفاع متوقع قدره 1.3 مليون برميل يوميا في عام 2024 و1.8 مليون برميل يوميا في عام 2025. ومن المتوقع أن يلبي هذا النمو، الذي تقوده الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا وكندا، زيادات الطلب العالمي على النفط خلال العامين المقبلين.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أيضًا التحول من العجز في النصف الثاني من عام 2024 إلى بناء المخزونات بدءًا من الربع الأول من عام 2025 مع استئناف أوبك + لجلب براميل إضافية إلى السوق.
في المقابل، يواصل تقرير أوبك الشهري الأخير عن سوق النفط توقع ظروف سوقية صعبة، مع عجز ضمني قدره 1.9 مليون برميل يوميا في عام 2024 و1.7 مليون برميل يوميا في عام 2025، على الرغم من تخفيض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لأول مرة هذا العام.
وتشير توقعات أوبك للطلب المرتفع عند 104.2 مليون برميل يوميا في عام 2024 و106.1 مليون برميل يوميا في عام 2025 إلى أن توقعاتها تظل أكثر تفاؤلا من توقعات الوكالات الأخرى.
عانت عمليات المضاربة في مجمع برنت في بورصة إنتركونتيننتال خلال شهر أغسطس، حيث فشلت موجات المخاطر الجيوسياسية في دعم المشاعر الصعودية على المستوى الهيكلي. وانخفضت نسبة إجمالي عمليات الشراء الطويلة إلى إجمالي عمليات البيع القصيرة في صناديق برنت المدارة إلى مستويات منخفضة تاريخية، مما يشير إلى أن السوق معرضة لنشاط تغطية المراكز القصيرة والمخاطر الرئيسية.
ارتفعت التقلبات الضمنية في أغسطس، مع اتساع الفارق بين التقلبات الضمنية والمحققة، مما يعكس سوقًا أكثر حساسية للتحولات المفاجئة في المشاعر.
وتظهر أحدث البيانات الأسبوعية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية صورة مختلطة. فقد ارتفعت المخزونات التجارية الأميركية بمقدار 1.4 مليون برميل إلى 430.7 مليون برميل، في حين انخفضت مخزونات البنزين والمقطرات، مما يشير إلى بعض المرونة في الطلب على المنتجات المكررة.
ومع ذلك، لا يزال الطلب على البنزين أقل من مستويات ما قبل الجائحة، ولا يزال الطلب على وقود الطائرات أقل من أرقام عام 2019، مما يسلط الضوء على التحديات في تحقيق التعافي الكامل في استهلاك النفط.
ويشير محللو سيتي للأبحاث إلى أنه في حين أن التوقعات المباشرة لنمو الطلب على النفط ضعيفة، فإن السوق تظل عرضة للتقلبات الناجمة عن التطورات الاقتصادية والجيوسياسية.