أعلنت شركة “بيتس آت هوم” (Pets at Home) البريطانية عن خطة إعادة هيكلة شاملة تهدف إلى تحسين أدائها المالي وتعزيز مكانتها في سوق **أغذية الحيوانات الأليفة** وملحقاتها. تأتي هذه الخطة في أعقاب تسجيل الشركة انخفاضًا كبيرًا في الأرباح، مما يعكس تغيرات في سلوك المستهلكين وزيادة حدة المنافسة. وتهدف الشركة إلى خفض التكاليف وتوسيع نطاق منتجاتها لتلبية احتياجات أصحاب الحيوانات الأليفة المتغيرة.

جاء الإعلان يوم الأربعاء، وسط تقلبات في أسهم الشركة، والتي شهدت انخفاضًا بأكثر من 20% خلال العام الماضي قبل أن ترتفع بنسبة 4% في بداية التداول بعد الكشف عن الخطة الجديدة. وتواجه “بيتس آت هوم” تحديات متزايدة في الحفاظ على حصتها في السوق، خاصةً مع ظهور منافسين جدد يقدمون منتجات بديلة بأسعار تنافسية.

خطة إعادة الهيكلة و التركيز على أغذية الحيوانات الأليفة

تأتي هذه الخطة بقيادة إيان بيرك، رئيس مجلس الإدارة، وتهدف إلى معالجة نقاط الضعف في قطاعي الأغذية والإكسسوارات. وتشمل الخطة عدة عناصر رئيسية، من بينها ابتكار علامات تجارية خاصة بالشركة، وتوقيع شراكات جديدة مع علامات تجارية أخرى، بالإضافة إلى الانضباط في تحديد الأسعار.

تحديات التنفيذ و التكاليف

واجهت الشركة صعوبات في تنفيذ استراتيجياتها السابقة، بما في ذلك الاعتماد على مركز توزيع واحد في ستافورد وإطلاق منصة رقمية جديدة. وارتفعت التكاليف وانخفض مستوى رضا العملاء، خاصةً فيما يتعلق بتوفر خيارات غذائية متنوعة، مثل الأغذية النباتية والعضوية للحيوانات الأليفة، وفقًا لبيان الشركة.

قد أشارت البيانات إلى أن إنفاق المستهلكين على المنتجات غير الأساسية، مثل الألعاب والحلوى، قد انخفض بشكل ملحوظ بعد ارتفاع مبيعات الحيوانات الأليفة خلال جائحة كوفيد-19. هذا التحول في سلوك المستهلكين يتطلب من الشركة إعادة تقييم استراتيجياتها التسويقية وتطوير منتجات جديدة تلبي الاحتياجات المتغيرة.

الأداء المالي الحالي

أعلنت “بيتس آت هوم” أن أرباحها الأساسية قبل الضرائب بلغت 36.2 مليون جنيه إسترليني (حوالي 27.5 مليون دولار أمريكي) خلال النصف الأول من العام المالي، المنتهي في 9 أكتوبر. ويمثل هذا انخفاضًا بنسبة 33.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغت الأرباح 54.5 مليون جنيه إسترليني (حوالي 41.4 مليون دولار أمريكي).

على الرغم من الانخفاض في الأرباح، أبقت الشركة على توقعاتها السنوية دون تغيير، معلنة عن عزمها على خفض النفقات العامة بمقدار 20 مليون جنيه إسترليني (حوالي 15.2 مليون دولار أمريكي). ويبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الإجراءات ستكفي لتحقيق الأهداف المالية التي حددتها الشركة.

بالإضافة إلى بيع **منتجات الحيوانات** و الأغذية، تقدم “بيتس آت هوم” خدمات العناية بالحيوانات الأليفة والطب البيطري، وهي مجالات تعتبر ذات إمكانات نمو جيدة في المستقبل. وتهدف الشركة إلى الاستثمار في هذه الخدمات لتعزيز مكانتها كشريك شامل لأصحاب الحيوانات الأليفة.

تأثير المنافسة و التوجهات الجديدة في السوق

تزايد المنافسة في سوق **مستلزمات الحيوانات الأليفة**، خاصةً من قبل الشركات الناشئة التي تركز على المنتجات الفاخرة أو العضوية، أدى إلى ضغوط على هوامش الربح لشركة “بيتس آت هوم”. يضغط هذا الوضع على الشركات القائمة للتكيف مع هذه التغييرات وتقديم قيمة مضافة للعملاء.

بالإضافة إلى ذلك، يشير تقرير صادر عن جمعية صناعة الحيوانات الأليفة إلى أن الطلب على الأغذية المتخصصة، مثل الأغذية الخالية من الحبوب والأغذية التي تلبي الاحتياجات الصحية الخاصة، يتزايد بشكل مطرد. وتستجيب “بيتس آت هوم” لهذه التوجهات من خلال تطوير منتجات جديدة وتوسيع نطاق عروضها.

تشمل الخطة أيضًا تبسيط العمليات الداخلية وتحسين تنفيذ الاستراتيجيات، بهدف زيادة الكفاءة وتقديم خدمة أفضل للعملاء. يتضمن ذلك إعادة تقييم سلسلة التوريد وتحسين إدارة المخزون وتبني تقنيات جديدة لتعزيز تجربة التسوق.

تولي “بيتس آت هوم” اهتمامًا خاصًا بتحسين تجربتها الرقمية، حيث يزداد عدد العملاء الذين يتسوقون عبر الإنترنت. وتخطط الشركة للاستثمار في تطوير موقعها الإلكتروني وتطبيق الهاتف المحمول لتقديم تجربة تسوق سلسة وشخصية.

من المتوقع أن تتم مراجعة التقدم المحرز في خطة إعادة الهيكلة خلال الأشهر القليلة القادمة، وسيتم الإعلان عن أي تعديلات ضرورية في التقرير السنوي للشركة. وستراقب الأسواق عن كثب أداء الشركة في الفصل القادم لتقييم فعالية الخطة الجديدة وتأثيرها على الأرباح. ويعتبر مستقبل **العناية بالحيوانات** واعداً.

شاركها.