تعتزم دولة الإمارات العربية المتحدة ضخ استثمارات بقيمة 50 مليار دولار أمريكي في كندا، وذلك بموجب اتفاقية استثمارية جديدة بين البلدين. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية وتوسيع نطاق التعاون ليشمل قطاعات حيوية مثل الطاقة والذكاء الاصطناعي، وفقًا لبيان رسمي صادر عن الجانب الإماراتي. يأتي هذا الإعلان في وقت تسعى فيه كندا إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدعم نموها الاقتصادي وتنويع مصادر دخلها.
جرت الموافقة على إطار هذا الاستثمار الاستراتيجي بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وبموافقة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وقد تم الإعلان عن الاتفاقية بحضور مارك كارني، رئيس وزراء كندا، ومحمد بن حسن السويدي، وزير الاستثمار الإماراتي، ومدير عام ورئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للتنمية والاستثمار.
الإمارات تتجه للاستثمار في كندا: شراكة استراتيجية واعدة
يعكس هذا الاستثمار الضخم رغبة الإمارات في تنويع محفظتها الاستثمارية العالمية، حيث بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في كندا بالفعل 8.8 مليار دولار أمريكي حتى عام 2024، وفقًا لبيانات رسمية. وتعتبر كندا وجهة جاذبة للاستثمارات الإماراتية نظرًا لبيئتها الاقتصادية المستقرة وسياساتها الداعمة للأعمال.
من جانبها، تبحث كندا عن شراكات استراتيجية من شأنها تسريع وتيرة التحول الاقتصادي وتنويع مصادر الطاقة. وتأتي هذه الشراكة في وقت تواجه فيه كندا تحديات اقتصادية، بما في ذلك ارتفاع معدلات التضخم وتقلبات أسعار النفط.
قطاعات التعاون الرئيسية
تتجاوز هذه الاتفاقية مجرد الاستثمار المالي، حيث تشمل خططًا طموحة للتعاون في عدة قطاعات رئيسية. يشمل ذلك تطوير البنية التحتية الرقمية، بما في ذلك بناء مراكز بيانات متطورة وتنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي المبتكرة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم التركيز على الاستثمار في قطاع الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والتعدين.
وقد سبق هذا الإعلان توقيع اتفاقية أولية بين البلدين في أكتوبر الماضي، تركز على الابتكار الرقمي. ويشير ذلك إلى أن القرار الحالي يمثل تتويجًا لمفاوضات مستمرة وخطوة نحو تعزيز الشراكة التقنية بين الإمارات وكندا.
عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، اجتماعًا مع مارك كارني في قصر الشاطئ بأبوظبي، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة النظيفة وتسهيل التدفقات الاستثمارية بين البلدين. وأكد الجانبان على أهمية هذه الشراكة في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي لكلا البلدين.
تأثيرات محتملة على الاقتصاد الكندي
من المتوقع أن يكون لهذا الاستثمار تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد الكندي، حيث سيساهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي. كما أنه سيعزز القدرة التنافسية لكندا في قطاعات رئيسية مثل التكنولوجيا والطاقة. الاستثمار الأجنبي المباشر يلعب دورًا حيويًا في دعم الابتكار وتطوير البنية التحتية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يجذب هذا الاستثمار المزيد من الاستثمارات الأجنبية الأخرى إلى كندا، مما يعزز مكانة البلاد كوجهة استثمارية رئيسية. التعاون بين الإمارات وكندا قد يفتح الباب أمام فرص جديدة للشركات الكندية في الأسواق الإماراتية والإقليمية.
الفرص الاستثمارية في كندا متنوعة وتشمل قطاعات مثل التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة المتجددة. وتتميز كندا ببيئة تنظيمية مستقرة وقوى عاملة ماهرة، مما يجعلها وجهة جذابة للمستثمرين الأجانب.
من المرجح أن يشهد قطاع الطاقة الكندي نموًا ملحوظًا بفضل هذا الاستثمار، حيث ستستفيد الشركات الكندية من الخبرات والتقنيات الإماراتية المتقدمة في مجال الطاقة المتجددة. الاستثمار في الطاقة النظيفة يتماشى مع التزامات كندا بخفض انبعاثات الكربون وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الخطوة التالية المتوقعة هي تحديد المشاريع الاستثمارية المحددة التي سيتم تمويلها في إطار هذه الاتفاقية. من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه المشاريع في الأشهر القليلة المقبلة. يبقى من المهم مراقبة التطورات السياسية والاقتصادية في كلا البلدين، حيث يمكن أن تؤثر على تنفيذ هذه الاتفاقية. كما يجب متابعة أي تغييرات في السياسات الاستثمارية التي قد تؤثر على جاذبية كندا للمستثمرين الأجانب.
