أسعار النفط ترتفع لكنها لا تزال تتجه لخسائر أسبوعية بسبب مخاوف الطلب
ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة، بدعم من بعض عمليات الشراء الرخيصة، لكنها لا تزال تتجه نحو الخسائر الأسبوعية وسط مخاوف مستمرة بشأن تباطؤ الطلب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.6% إلى 78.41 دولار للبرميل في الساعة 08:50 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (12:50 بتوقيت جرينتش)، فيما زادت 1.8% إلى 74.31 دولار للبرميل.
أنهى سوق النفط الخام الأسبوع على نحو إيجابي، لكنها كانت فترة صعبة حيث لا يزال كلا العقدين من المقرر أن يخسران نحو 2% بسبب المخاوف من تراجع الطلب العالمي.
النفط يتجه لتكبد خسائر أسبوعية بسبب مخاوف الطلب
وتعرضت أسواق النفط لاضطرابات بسبب بيانات أظهرت تراجعا حادا في أعداد الوظائف في الولايات المتحدة، وهو ما أثار المخاوف بشأن احتمال ركود أكبر اقتصاد في العالم. وأضيفت هذه المخاوف إلى المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام.
وقد سلط مورجان ستانلي الضوء على هذه المخاوف، حيث خفض توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 إلى 1.1 مليون برميل يوميا من 1.2 مليون برميل يوميا.
وعزا البنك هذا التعديل إلى عدة عوامل، بما في ذلك تباطؤ النمو الاقتصادي في الأسواق الرئيسية، وزيادة اعتماد مصادر الطاقة البديلة، وتطور الظروف الاقتصادية العالمية.
كان النمو الاقتصادي في الصين أبطأ من المتوقع، مما أثر بشكل كبير على استهلاكها من النفط. وباعتبارها واحدة من أكبر مستهلكي النفط على مستوى العالم، فإن هذا التباطؤ يشكل عاملاً حاسماً في المراجعة النزولية.
إن انتشار السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة في الصين، والتي تشكل الآن ما يقرب من 50% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة، يعمل على تآكل الطلب على البنزين بشكل أكبر. ويقول المحللون: “إن إزاحة الديزل عن طريق الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال أدى إلى خفض نمو الطلب على النفط في الصين هذا العام بنحو 100 إلى 150 ألف برميل يومياً، حسب تقديراتنا”.
مخاوف من وفرة المعروض
وجاءت الخسائر في أسعار النفط الخام حتى مع رؤية المتداولين لفرصة متزايدة لقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول.
وفي حين بدا الطلب الأميركي قويا في الأمد القريب، كما انعكس في البيانات الحكومية التي أظهرت انخفاضا كبيرا في المخزونات، فإن التجار يخشون أن يؤدي تدهور الظروف الاقتصادية إلى إعاقة الطلب في الأشهر المقبلة.
وكانت المخاوف من فائض المعروض النفطي حاضرة أيضا، بعد أن ارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 13 مليون برميل في وقت سابق من أغسطس/آب.
وبالإضافة إلى ذلك، تخطط منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، وهي المجموعة المعروفة باسم أوبك+، لزيادة الإنتاج في وقت لاحق من هذا العام.
كانت المنظمة قد خفضت مؤخرا توقعاتها للطلب العالمي على النفط، مشيرة إلى مخاوف بشأن ضعف الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط.
وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في دائرة الضوء
وقال مسؤولون أميركيون إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس أصبح قريبا، على الرغم من أن التقارير الإعلامية ذكرت أن إسرائيل وحماس أصبحتا أقل ثقة في التوصل إلى اتفاق.
وذكرت التقارير أن إسرائيل وافقت في وقت سابق من هذا الأسبوع على اتفاق مؤقت اقترحته الولايات المتحدة
لكن حماس انتقدت الاتفاق بزعم أنه منحاز لإسرائيل.
لقد أدى الصراع بين إسرائيل وحماس إلى دفع التجار إلى إضافة بعض علاوة المخاطرة إلى أسعار النفط، وذلك في ظل احتمالات انقطاع الإمدادات بسبب امتداد الصراع إلى الأسواق. ولكن الصراع كان له حتى الآن تأثير محدود على الإمدادات الفعلية من النفط الخام.
(ساهمت أمبار واريك في كتابة هذه المقالة.)